إن الحمد لله، نحمده و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين
وسلم تسليما كثيرا ،
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
يُستفاد من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
" إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي.. "
أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة ؛ لا تنتمِ إلى حزب .
هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان : خوارج ، معتزلة ، جهمية ،
شيعة بل رافضة..
ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون ، وسلفيون ، وتبليغيون ، وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار ، وعليك بالأمام،
وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
" عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين " .
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف ،
لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين( ..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح ،
لا التـحزب إلى من يسمى (السلفيون).. انتبهوا للفَرْق !!
هناك طريق سلف ، وهناك حزب يُسمى (السلفيون)..
المطلوب إيش؟ اتباع السلف .
لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم أقرب الفرق للصواب، لا شك..
لكن مشكلتهم كغيرهم ، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً،
ويُبدّعهم، ويُفسّقهم..
نـحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستـحقين،
لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة..
الواجب أن يـجتمع رؤساء هذه الفرق،
ويقولون بيننا كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله،
فلنتـحاكم إليهما لا إلى الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أو فلان .
كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة،
ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيه
إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛
إلا إلى طريق السلف الصالح،
بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،
والخلفاء الراشدين المهديين .
العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
سلسلة لقاء الباب المفتوح - للشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله -
شريط رقم 57 نهاية الوجه الأول والتتمة في بداية الوجه الثاني .
وقال ذلك رحمه الله في شرحه للأربعين النووية حديث (28) (ص308(
المصدر صوتياً :
http://www.islamgold.com/rmdata/33_othayameen_ahzab.rm وسُئل الشيخ العثيمين هذا السؤال :
فضيلة الشيخ (بن عثيمين)جزاكم الله خيراً:
نريد أن نعرف ما هي السلفية كمنهج، وهل لنا أن ننتسب إليها؟
وهل لنا أن ننكر على من لا ينتسب إليها،
أو ينكر التسمي بكلمة سلفي أو غير ذلك ؟ وجزاكم الله خير .
:الجواب
السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛
لأنهم هم الذين سلفونا وقدمونا وتقدموا علينا ؟ فاتباعهم هو السلفية .
وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان
ويضلل من خالفه من المسلمين
ولو كانوا على حقٍّ واتخاذ السلفية كمنهج حزبي
فلا شكَّ أن هذا خلاف السلفيَّة ،
ثم قال الشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"السلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول كتاب الله و سنَّة رسوله صلى
الله عليه وآله سلم ، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل ،
اللهم إلا في العقائد ، فإنهم يرون أن من خالف فيها فهو ضال .
أما المسائل العمليات فإنهم يخففون فيها كثيرا ،
لكن بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذا
صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه ،
واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى
التي تنتسب إلى الإسلام ، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره ،
فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل من سواهم :
نقول هؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء
السلفية اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً وائتلافاً واتفاقاً
وتراحماً وتواداً كما قال النبي عليه الصلاة والسلام :
مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
أو قال : مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. "
(انتهى كلامه رحمه الله )
ثم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
فإن قال قائل ما موقفنا مما يقع من الخلاف بين العلماء في بعض
الأحكام الشرعية؟
فالجواب بيّنه الله عز وجل في قوله :
"وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله "
وقال تعالى :
"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول
إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"
ولو سلكنا هذا الطريق لم يبقى بيننا خلاف
وأقصد لم يبقى بيننا خلاف في القلوب أما في الأراء فقد يقع
لأن الخلاف وقع حتى بين الصحابة رضي الله عنهم
ولكن القلوب لم تختلف
والذي ضر الناس اليوم في هذه اليقظة الدينية أن فريقا منهم اتبع هواه
وصار الخلاف في الرأي يؤدي إلى اختلاف القلوب وتنافر القلوب
والعداوة والبغضاء
والسب واللمز وهذا والله في مصلحة الأعداء
وفي هذا تفسد الدعوة الإسلامية
فالواجب ألا تختلف القلوب ولو اختلفت الآراء .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
من أراد أن يكون قوله هو المرجع عند الخلاف
فقد دعا لنفسه أن يكون بمنزلة الرسول !
وإذا أراد مخالفه أن يكون المرجع إلى قوله أيضا !
إذ لا أحد بينهما معصوم
ولا يمكن أن نجبر الناس أن يأخذوا بأقوالنا
بل يلزمنا أن نأخذ بما دل عليه الكتاب والسنة