فضيلة العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
الخروج ضد الحكام بلية من البلايا التي ابتلى بها المسلمون من زمن قديم ،
وأهل السنة - بحمد الله - لا يرون الخروج على الحاكم المسلم ؛ لأن النبي -
صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد
يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( إذا بويع لخليفتين ؛ فاضربوا عنق الآخر منهما ) .
وعبادة بن الصامت - رضي الله عنه - يقول : ( دعانا النبي - صلى الله عليه
وعلى آله وسلم - فبايعناه ، فقال : فيما أخذ علينا : أن بايعنا على السمع
والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرةً علينا ، وأن لا ننازع
الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان ) .
فالخروج على الحاكم يعتبر فتنة ؛ فبسببه تسفك الدماء ، ويضعف المسلمون ،
حتى لو كان الحاكم كافرًا ؛ فلابد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته
، حتى لا تسفك دماء المسلمين ، فإن الله - عز وجل - يقول : ( وَمَن
يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) .
[ النساء : 93 ] .
فتاريخ أهل السنة - من زمن قديم - لا يجيزون الخروج على الحاكم المسلم ،
وفي هذا الزمن الخروج على الحاكم الكافر لابد أن يكون بشروط ، فإذا كان
جاهلاً لابد أن يعلم ، وألا يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه ، ولا تسفك
دماء المسلمين .
كتاب : [ تحفة المجيب : ص 227 ]