كثيراً ما نسمع عن المبدأ والمبادىء وارتباطها بالأخلاق وبالسلوك السوي والمستقيم ,وعندما يوصف فلان من الناس بأنه
( مبدئي) يتبادرفي الذهن مباشرة الاستقامة .
بحثت عن مفهوم المبدأ , ووجدت تعريفات عدة تختلف في الشكل وتتفق في المضمون وأخترت:
(المبدأ) ذلك المنهج الأخلاقي الذي يرسمه الإنسان لنفسه ويسير وفقه في حياته , فلا يحيد عنه مهما كلفه ذلك من مشقة..
والمبادىءهي جمع مبدأ وتعني : الأسس والقواعد والقوانين التي توضع لتنظم حياة الفرد في
مجتمعه , ليعيش بسلام , ويتكيف مع محيطه , ولا يغيرها وهو يعتمد عليها اعتماداً كلياً في الحياة ,وهي التي توجهه في طريقه نحو المستقبل الواضح.
أتوقف قليلاً عند لفظ (القوانين) في التعريف السابق , ونبحر مع عالمه ,لعلنا نصل معاً إلى شواطىء جميلة ,وترسو السفينة على جزيرة الأحلام :الشواطىء رملية ,والطبيعة ساحرة!! لامانع من أن نحلم قليلاً !!
*أعود إلى موضوعي ,وأقول:
قوانين الحياة ثابتة ,قال تعالى: (لن تجد لسنة الله تبديلاً)
وحتى القوانين البشرية هي أيضاً ثابتة , ولكنها متغيرة في المنطلقات.
وسوف أورد مثالاً لأحد قوانين الحياة وآخر للقوانين البشرية :
* من قوانين الحياة_مثلاً_ أن النار حارقة .
*ومن قوانين البشر _مثلاً_الإشارات المرورية , فقطع الإشارة الحمراء يستوجب مخالفة .
والسؤال المهم : هل الجهل في القوانين,وعدم معرفتها ينجينا من العقوبة؟!
الإجابة _لا_ فمن يضع يده على النار سوف تحرقه , ومن يقطع
الإشارة سوف يخالف ويعاقب .ولا ينتهي الأمرإلى ذلك , ولربما
يتعدى إلى ماهوأبعد من ذلك ويهلك نفسه ويهلك غيره نتيجة جهله.
.البعض قد يتساءل :لكن هناك من يقطع الإشارة ولا يعاقب ,
و أقول نعم , صدقت .
فهناك من يخترق القانون البشري ولا يعاقب, وحتى القوانين الإلهية قد خرقت أيضاً ,فالنار لم تحرق نبي الله إبراهيم عليه السلام _بمشيئة الله وإرادته_ ولكنها حالات استثنائية, سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها .
* نستنتج إذن أن الحياة تسير وفق قوانين ثابتة في جميع المجالات ولكي نحقق النجاح ,ونتحاشى العواقب لابد
من فهم قوانينها, فالنجاح له قانون ولكي نحقق النجاح يستدعي بالضرورة أن نعرف قوانينه ,وهكذا... في جميع مجالات الحياة. وإذا عملنا بنفس الطريقة ولم نحقق النجاح, فمن الطبيعي أنا نجهل القانون , ولو استمرينا وعملنا بنفس الطريقة سوف نحصل على نفس النتائج في كل مرة ..وهكذا إلى ما لانهاية.
* يؤكد المختصون في هذا المجال أن هناك :
5% فقط يصنعون ما يحدث
و15% يعرفون ما يحدث
80% لا يعرفون ما يحدث
وتساؤلاتي هي :
1-هل نحن من أصحاب المبادىء التي لانحيد عنها مهما صار, أم منافقين ؟!
2- بما أنّا اشتهرنا_ كعرب_ بتصنيف البشر أفراداً وجماعاتٍ ودولاً !
ياترى هل نعرف أنفسنا , وإلى إيَ تصنيف ننتمي ؟!
إلى (5% ) ممن يصنعون مايحدث
أم (15%) ممن يعرفون مايحدث
أم (80% )ممن يجهلون مايحدث .