بلهاء سيتي(1) المستشفي
ألقي بتلك الجثه بالمخزن بجوار أخوتها ثم أذهب الي الثلاجه كي تحضر باقي الجثامين ,ثم أستدعي الدكتور راشدان وطاقم الخبراء الذي يعمل معه كي يبدأو عملهم ,كان تلك هو كلام الريس ماهر لمساعده (علي)..... الريس ماهر الذي يعمل أمين ثلاجات الموتي بمستشفي بلهاء سيتي العامه ,والذي يتميز بصوته الحنجوري الضخم الذي يخرج من جسد لايقل ضخامه عن تلك الصوت ,يعمل ماهر بتلك المشرحه منذ 20 عام تقريبا ,ولايخاف من تلك العمل فهو معتادا علي روؤية الموتي سواء الذين ماتوا طبيعيا بأنتهاء أجلهم أو الذين ماتوا نتيجة حوادث طريق أو جرائم قتل أوحرائق ....الخ ,فقد مات قلبه منذ سنوات وتعود علي روؤية الموتي بكافة أشكالهم ,جثامين موتي تدخل وتخرج علي تلك المشرحه أمام تلك الرجل منذ عقدين كاملين ,كان يحملهم في سنوات عمله الأولي الي الثلاجات ويضعهم بنفسه داخلها وأيضا يخرجهم منها الي عربات تكريم الأنسان التي تنقلهم الي مثواهم الأخير ,ولكنه الأن يكتفي بالأشراف علي نقلهم من عربات الأسعاف الي الثلاجات ومن الثلاجات الي عربات تكريم الأنسان ,فهو الأن أمين تلك الثلاجات والمسئول عن الجثامين التي تحويها أدراجها ,والمشرف علي اجراءات نقلها ,وذلك لخبرته الطويله في تلك المجال,وأيضا لعلاقته الجيده بمدير عام مستشفي بلهاء سيتي العامه الدكتور فكري,الذي يثق فيه كثيراً, ,يذكر أن دكتور فكري ليس مدير تلك المستشفي فحسب فهو ايضا صاحب أكبر المستشفيات الخاصه ببلهاء سيتي,وزوج أبنة وزير الصحه ,ويعتبر من أثري أثرياء بلهاء سيتي ,يقال أنه كون ثروته الهائله تلك من تجارة الأعضاء ,وقدمت فيه شكاوي من جهات عديده ,ولكنهم لم يفلحوا في اثبات شيء من مايدعون , كما أن النيابه العامه تثبت كل مره أن تضخم ثروته من مصادر مشروعه وليس العكس,كما أن الفقراء دائما يساندوه ويصفون البلاغات التي تقدم ضده انها غيره وحقد ومكيده لشخص ناجح وذلك لأنه عطوفٌ عليهم ومعطاء ,فهو ينفق بسخاء علي الفقراء ويساعدهم لذا له في قلوبهم مكانه كبيره جدا.
الليله هي ليلة عمل شاق لاتتوقف عربات الأسعاف عن التوافد علي المشرحه,فالموت بالجمله وكأنها نوبه من الموت الجماعي أصابت البلاد,الريس ماهر أتصل بالعاملين بالفتره الصباحيه نظرا للعجز الموجود بالعاملين بالفتره المسائيه ,فهم قليلون والعمل كثير جدا ,سرينه لاتتوقف عن احداث الضجيج وعمال لايتوقفون عن حمل الجثامين ,ليله غريبه بكل المقاييس يتسأل فيها العمال ماسر كل هذه الحالات هل هو حادث طريق كبير مثلا أو وباء أصاب البلاد!!!!,يأمرهم الريس ماهر بالكف عن الكلام والعمل في صمت ,عدد الجثامين حتي الأن وصل الي قرابة المائة جثه ,والعدد قابل للزياده ,والغريب أن كل تلك الجثامين ليس بها حالة خدش واحده كلها حالات وفاه تقريبا طبيعيه فالمريض يطلب الأسعاف ويلفظ انفاسه الأخيره اما في العربه ويحول للثلاجه مباشرة اما في المستشفي ويحول ايضا للثلاجه مباشرة!!!!,أليس غريباً هذا ؟؟؟ هذا السؤال هو لسان حال العمال ,بينما يتضح علي ملامح الريس ماهر عدم الذهول وعدم التعجب وكأن تلك الأمر أمراً طبيعي ,مما لفت نظر أحد العمال الذي برر عدم دهشة الريس ماهر من اعداد تلك الوفيات المهوله لخبرته وحنكته وتعرضه لتلك المواقف من قبل ,يتسلل الريس ماهر خلسه حتي لا يشعر العمال بعدم وجوده ,ويذهب الي غرفته ويغلق الباب جيدا ثم يخرج هاتفه الخلوي متحدثا.
..........................................المكالمه ..............................................