بعض الوفـــــــــــــــاء

بعضُ الوفاء




بعـــــــض الـــوفاء





قلبي معي






لم تُنفهِ الموجةُ الهوجاءِ





والهجرُ لم يمنع





أن أبقى لكِ وتذهب الأسماءِ





ماكنتُ أهوى





أن أكون متلونٍ





كبعض النساءِ وسادةَ السُفهاءِ





ماكلُ حُبٍ يأتي هائماً





في قلبِ الحبيب خالِص السرّاءِ





وماكُلُ نزوةٍ تأتي





تُسكِرُ عاشقاً





فالنبلُ يحفِظُ كرامةَ العذراءِ





هنا حبي صامداً لاينحني





ووفائي يسير في العلياءِ










أيا وجعي !





أنتَ في فؤادي متربِّعاً





وفي الحنايا تدغدغني





خواطر الشعراءِ





أيا أملي !





قد هزَّ الشوق وجدكَ فأرتوي





وأجمع شتاتكَ





شعراً على موائد الندماءِ





وبلِّغ هيامي للحبيبة بُعثِرَت





أيامنا حزناً كبيراً





من غير بغضاءِ










وبلِّغ كلامي للحبيبة





مُزِّقت أشجاننا





ودموعي جرت وتحجَّرت كما الخنساءِ





علامَ نسيتِ عهدنا وبنوده





وتركتِ دربَ الهوى





متُقطِّع الأشلاءِ





وأَدرتِ لي ظهر الجفاءِ نكايةً





وتركتِ ذكراكِ حزينةَ الأصداءِ





حتى تفرّقنا وشطَّ بنا النوى





وصرتُ





شِباكاً تجوبها الأهواءِ





بعـــــــض الـــوفاء





وربوعي صارت يباباً





بعدما كان لقائنا لها





غيمةً سمّحاءِ





كانت الشناشيلُ تغفو على همساتنا





والمواويلُ جداولاً خرساءِ





يا أنشودةَ العِشق الندي





أنتِ إلهامي





وكم كتبتُ لكِ القصائد العصماءِ





رياح الحُب تغزو جوانحي





فتهزّني كريشةً في البيداءِ





أهجري ماتهجري ؟





ثابتٌ في الضمير لكِ





هذا الولاءِ





بعـــــــض الـــوفاء





ألفُ عامٍ لو عشتها





بكِ واحتي ظليلةَ الأفياءِ





فكل عينٍ بها إليكِ سؤالٌ





وكلُّ كفٍ من شوقها أيماءِ





أنتِ أدرى بمرابعي الخضراء





وأديمُها




اليوم طالتهُ الرمالُ الرمضاءِ





فما أرتويتُ بغير هواكِ هواً





وغابت بغيابكِ الأسماءِ





وصارت حياتي جحيمٌ





ولا أرتجي رحمةً




إلا من صاحب الرجاءِ





فهو العالمُ بسرّي والكرى





والعالِمُ بقلبي





ومافيهِ من طعنةٍ نجلاءِ