إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً
عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ،
الحمد لله الذي أكمال لنا الدين. وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً
وأشهد أن لا إله إلا الله لا رب لنا سواه. ولا نعبد إلا إياه. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين، فأغنى به بعد عَيْلة. وكثّر به بعد قلة. وأعز به بعد ذلة. واستقامت ببعثته الملة، نبي شرح الله له صدره. ورفع له ذكره. وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره. –صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنته وسار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
شم
اخواني واخواتي فى الله
ستمر علينا فى الايام المقبله
مناسبه يحتفل بها الكثير والكثير من المسلمين انه
الاحتفال بما يسمونه عيد النسيم
وانى أحزن كلما رأيت تلك الاحتفالات
وقد لاحظت –كما لاحظ غيري- احتفال كثير من المسلمين في مصر بعيد شم النسيم واحتفال غيرهم في كثير من البلدان العربية والغربية بأعياد الربيع على اختلاف أنواعها ومسمياتها وأوقاتها، وكل هذه الأعياد الربيعية –فيما يظهر- هي فرع من عيد شم النسيم، أو تقليد له.
لأجل ذلك رأيت تذكير إخواني المسلمين ببيان خطورة الاحتفال بمثل هذه الأعياد الكفرية على عقيدة المسلم.
ولماذا نحتفل بهذه الأعياد
وقد أعزنا الله
بالإسلام وشرع لنا عيد الفطر وعيد الأضحى
لما نخالف سنه نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
أيها المسلمون اتقوا الله تعالى –يقول الله لنبيه –صلى الله عليه وسلم-: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الجاثية:18] ويقول سبحانه لنبيه –صلى الله عليه وسلم-: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ *وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ) [الزخرف:43-44] .
ويأمرنا سبحانه بمثل ما أمر به نبينا فيقول: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153] أجل إن هذا الدين هو صراط الله المستقيم من سار عليه نجا. ومن حاد عنه هلك. وقد وفر الله في هذا الدين كل أسباب الفلاح والرقي والتقدم. فلو تمسكنا به حق التمسك لصرنا أرقى الناس. ولأصبح كل العالم يحتاج إلى ما عندنا ولسنا بحاجة إلى أحد غير الله... ولكنا ضيعنا وصرنا نستورد من أعدائنا كل عادة سيئة.وكل خلق ذميم. وكل سنة جاهلية. فننشر ذلك في مجتمعنا ونربي عليه أولادنا ونساءنا دون تفكير في عواقبه. وتقدير لنتائجه.
لنساير ركب الحضارة ونمشي مع الركب العالمي –ولو كان يسير إلى الهاوية- ولو كان يسعى إلى الهلاك- المهم أن لا نتخلف عنهم.
وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- أن فئة من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: « لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟ » أخرجه البخاري (732) ومسلم (2669).
وهم يخططون لنا أسباب هلاكنا ونحن ننفذها بكل اعتزاز وافتخار. وهم يحاولون القضاء على ديننا أو إبعادنا عنه. ونحن نساعدهم على ذلك ففي كل يوم ندفن جزءاً من ديننا ونحل محله عادة غربية. أو سنة من سنن الجاهلية.. وصدق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".
إن ديننا لا يحرم علينا أن نستورد من الكفار المدفع والدبابة وسلاح القتال بأنواعه.
وأن نستفيد من خبراتهم في مجال التقنية وخطط الصناعة. وديننا لا يحرم علينا التعامل مع الكفار في مجال التجارة المباحة وتبادل المنافع المفيدة. إنما الذي يحرمه ديننا أن نستورد منهم العادات السيئة والخصال الذميمة والتقاليد الفاسدة. ويحرم ديننا كذلك التشبه بهم فيما هو من خصائهم. لما في ذلك من المفاسد العاجلة والآجلة. فلا نتشبه بهم في أعيادهم وعاداتهم. ولا نتشبه بهم في لباسهم وهيئاتهم.. ومن ذلك ما نسمعه دائماً من جعل عيد للشجرة وعام للطفل وأسبوع للنظافة وعيد للأم وما إلى ذلك مما يمليه أعداؤنا ويتلقفه سفهاؤنا لينشروه بيننا. إن ديننا لا يخصص يوماً من الأيام لعمل من هذه الأعمال، فهو يحث على غرس الأشجار النافعة والزراعة المفيدة في كل وقت مناسب. وديننا يحث على تربية الأطفال والعناية بهم والإحسان إلى الأيتام منهم في كل الأوقات وفي جميع الساعات.
إن ديننا كمال كله.وخير كله. لو تمسك به المسلمون ونفذوه على وجهه الصحيح لأصبح العالم كله بحاجة إليهم، وليسوا بحاجة إلى أحد سوى الله الله (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)[المنافقون:8] (وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139] (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ثم إن الله شرع على لسان خاتم النبيين من الأعمال ما فيه صلاح الخلق على أتم الوجوه وهو الكمال المذكور في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ولهذا أنزل الله هذه الآية في أعظم المكان والزمان وهو عيد النحر، ولا عين من أعيان هذا النوع أعظم من يوم كان قد أقامه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعامة المسلمين وقد نفى الله الكفر وأهله. والشرائع هي غذاء القلوب وقوتها. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه، ويروى مرفوعاً: "إن كل آدِبٍ يحب أن تؤتى مَأْدُبتَهُ، وإن مأدُبة الله هي القرآن" ومن شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر.. فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض عنه من غيره –بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه به ويكمل إسلامه. ولهذا تجد من أكثر من سماع الأغاني تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما يكرهه. ومن أكثر من السفر إلى زيارة المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت المحرم في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة. ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع. ومن أدمن على قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام. ونظائر هذا كثيرة. ولهذا جاء في الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- "ما ابتدع قوم بدعة إلا نزع الله عنهم من السنة مثلَها" رواه أحمد-